التعليم والطب والعلوم: كيف تتفاعل المناطق الروسية مع البلدان الأفريقية


ترتبط روسيا وأفريقيا بعلاقات شراكة طويلة الأمد. لا تزال المنطقة الأفريقية ضمن المجالات ذات الأولوية في السياسة الخارجية الروسية. يعتبر الاقتصاد سريع التطور بيئة مواتية للتعاون الناجح المتعدد الأوجه في مجموعة واسعة من المجالات. من بين مجالات التعاون النشط الزراعة وصناعة السيارات وتدريب الموظفين وإنتاج النفط والطب والمعادن والكيماويات والعلوم البيطرية والمجالات الغذائية وغيرها. ويستمر التعاون الروسي الأفريقي على المستويين الاتحادي والإقليمي، ولمعظم الأقاليم الروسية تاريخ خاص في التعاون مع البلدان الأفريقية، فهناك زيارات لممثلي البعثات الدبلوماسية للدول الأفريقية إلى الأقاليم الروسية، وكذلك رحلات عمل لرجال الدولة الإقليميين الروس وممثلي الأعمال إلى دول القارة الأفريقية. يعتبر إقليم كراسنودار، على وجه الخصوص شريكا لجمهورية جنوب إفريقيا في مجالات التجارة والسياحة والثقافة، وكذلك صناعة النبيذ. تتعاون سانت بطرسبرغ في مجال التعليم مع جمهورية أنغولا،  وفي المجال البيئي - مع جمهورية أوغندا. ويجري العمل في مجال صناعة السيارات بين منطقة نيجني نوفغورود والمغرب، وفي مجال الطب، هناك تعاون بين موسكو وتونس وجمهورية داغستان وموريتانيا.

و بهذا الشأن، قال السفير المتجول، رئيس مجلس إدارة الأمانة العامة لمنتدى الشراكة بين روسيا وأفريقيا أوليغ أوزيروف، "أن لدى أكثر من 40 إقليم في روسيا شراكات وثيقة مع الدول الأفريقية. وتعتبر روسيا شريكا موثوقا به. وباعتبارها منتجا ومصدرا رئيسيا للأغذية، فهي على استعداد لمساعدة ودعم شركائها، خاصة في مجالات مهمة مثل توريد المنتجات الزراعية والأسمدة".

ستكون القمة والمنتدى الاقتصادي الروسي الأفريقي الثاني أحد أكبر الأحداث الدولية في عام 2023. هذا العام سيعقد في سان بطرسبرغ في نهاية يوليو. تهدف الأحداث الروسية الأفريقية إلى تطوير وتعزيز الشراكة القائمة، وكذلك إنشاء مشاريع واتجاهات جديدة في التعاون السياسي والاقتصادي والإنساني الدولي.
للحصول على مزيد من المعلومات المفصلة، يمكنكم زيارة الموقع الرسمي للقمة والمنتدى: Summitafrica.ru

إلى المشاركين في المنتدى الاقتصادي الروسي - الإفريقي

حضرات السيدات والسادة!

أرحب بكم ترحيبا قلبيا بمناسبة افتتاح المنتدى الاقتصادي الروسي - الإفريقي.

لم يسبق لمثل هذا الحدث الهام مثيل في التاريخ الغنى العلاقات الروسية - الإفريقية، حيث سيجتمع فيه ممثلو المؤسسات الحكومية ودوائر الأعمال والخبراء من بلداننا لمناقشة وضع راهن وآفاق التعاون، بالإضافة إلى العديد من المسائل الملحة للاقتصاد العالمي.

اليوم الدول الإفريقية في طريقها الثابت نحو التنمية الاجتماعية والاقتصادية والعلمية والتقنية، وتلعب دورا مهما في الشؤون الدولية، كما يجري إنشاء عمليات تكامل متبادل المنفعة في إطار الاتحاد الإفريقي ومختلف المنظمات الإقليمية ودون الإقليمية للقارة.

لقد سجلت العلاقات الروسية الإفريقية، التي هي ودية وموثوقة بطبيعتها، تحسنا ملموسا في السنوات الأخيرة، سواء على المستوى الثنائي أو في أشكال متعددة الأطراف. كان من الممكن ليس فقط الحفاظ على تجربة التعاون المثمر المتراكمة في الماضي، لكن أيضا تحقيق نجاحات كبيرة جديدة. وحقق حجم التجارة وتدفقات الاستثمار دينامية إيجابية، كما يجري تطوير مشاريع مشتركة في مجالات الصناعة الاستخراجية والزراعة والرعاية الصحية والتعليم. الشركات الروسية جاهزة لتزويد شركائها الأفارقة بانجازاتها العلمية والتكنولوجية وخبراتها في تحديث البنية التحتية للطاقة والنقل والاتصالات.

وأنا أعول على أن يتم من خلال المنتدى تحديد اتجاهات وأشكال التعاون الجديدة، وطرح المبادرات المشتركة الواعدة التي سترفع التعاون الحالي بين روسيا وإفريقيا إلى مستوى نوعي جديد وستؤدي إلى تنمية اقتصادات بلداننا ورفاهية شعوبنا.

أتمنى لكم صادقا النجاح في عملكم وكل التوفيق.

فلاديمير بوتين

تجسد قمة روسيا-أفريقيا التي تعقد بمدينة سوتشى يوم 24 أكتوبر 2019، روابط الصداقة التاريخية بين دول القارة الأفريقية وجمهورية روسيا الاتحادية. وتكتسب هذه القمة أهمية كبيرة كونها الأولى من نوعها في توقيت يشهد تحولات عالمية ودولية كبرى ، حيث تهدف هذه القمة الى تدشين إطار متكامل لدفع العلاقات الروسية / الأفريقية إلى آفاق أوسع للتعاون المشترك في مختلف المجالات استجابة لتطلعات الشعوب .

تنطلق الدول الأفريقية وروسيا من أرضية مشتركة في العمل الدولى ، ترتكز على مبادئ احترام قواعد القانون الدولى ، والمساواة ، وعدم التدخل في الشئون الداخلية للدول ، وحل النزاعات بالطرق السلمية ، وتأكيد الالتزام بالعمل متعدد الأطراف كما تأتى وفق رؤية متشابهة للجانبين لمواجهة التحديات الدولية الجديدة وعلى رأسها الإرهاب والتطرف بكل أشكاله ، والتراجع في معدلات النمو ، الى جانب قناعة راسخة لدى الجانبين بأهمية العمل على تعزيز التبادل التجارى ، ودعم الاستثمارات المتبادلة ، بما يحقق الأمن والسلام والتنمية للشعوب في القارة الأفريقية وروسيا .

تتمتع الدول الافريقية بإمكانات وقدرات هائلة تؤهلها حال توظيفها على الوجه الأمثل لتكون في مصاف القوى الاقتصادية الصاعدة . فقد حققت دول القارة نجاحات كبيرة خلال السنوات الماضية على كافة الأصعدة السياسية والاقتصادية ، والاجتماعية ، وقضايا الحوكمة. وقد نجحت أفريقيا في تحقيق معدلات نمو متزايدة على مدار العقد الماضى وصلت الى حوالى 3،55 في عام 2018.

واتصالاً بالجهود التي تبذلها الدول الأفريقية ، فقد شهدت قمة الاتحاد الأفريقي بالنيجر في يوليو 2019 دخول اتفاقية التجارة الحرة القارية الأفريقية حيز النفاذ ، وكذلك إطلاق أدواتها التنفيذية ، وتعتبر هذه الاتفاقية أحد الأهداف الأساسية بأجندة التنمية الأفريقية 2063، والتي تهدف الى دفع جهود الاندماج الإقليمى والتكامل الاقتصادى الأفريقي ، بما يسهم في تلبية تطلعات الشعوب الأفريقية في تحقيق الرخاء والعيش الكريم .

تفتح هذه النجاحات آفاق واسعة للتعاون بين الدول الأفريقية وجمهورية روسيا الاتحادية، كما تؤكد على عزم الحكومات الأفريقية وشعوبها على التعاون مع مختلف الشركاء بهدف تحقيق المكاسب والمنفعة المشتركة.

وفى هذا الإطار، فإننا نتطلع إلى أن تسهم قمة أفريقيا / روسيا في بدء علاقة استراتيجية بناءة ترتكز على التعاون بين الجانبين في مختلف المجالات بما يسهم في تحقيق آمال وتطلعات الشعوب الأفريقية والشعب الروسي الصديق.

عبد الفتاح السيسي